کد مطلب:335774 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:245

حقائق لا بد من توضیحها وکشفها
السید البدری: أقول لك (لا مناقشة فی الأمثال) لأن الأمثال تضرب ولا

تقاس، أعطیك أمثلة علی ذلك. 1 - إبلیس - فإنه عبد الله تعالی عبادة قل نظیرها من الملائكة - وقد شملته الألطاف الإلهیة والعنایة الربانیة ولكن لما تمرد عن أمر خالقه واتبع هواه واغتر



[ صفحه 91]



خاطبه الله تعالی قائلا: (قال فاخرج منها فإنك رجیم وإن علیك اللعنة إلی یوم الدین) [1] .

2 - وبرصیصا.. فی بنی إسرائیل كان مجدا فی عبادة الله سبحانه وتعالی حتی أصبح من المقربین، وكانت دعوته مستجابة، ولكن عند الامتحان أصیب بسوء العاقبة فترك عبادة رب العالمین وسجد لإبلیس اللعین، وأمسی من الخاسرین فقال الله تعالی فیه: (كمثل الشیطان إذ قال للإنسان أكفر فلما كفر قال إنی برئ منك إنی أخاف الله رب العالمین) [2] .

فإذا صدر عمل حسن من إنسان، فلا یدل علی أن ذلك الإنسان یكون حسنا إلی آخر عمره وأن عاقبة أمره تكون خیرا ولذا ورد فی أدعیة أهل البیت علیهم السلام: (اللهم أجعل عواقب أمورنا خیرا). 2 - ومثله فی البشر: بلعم بن باعورا، فإنه كما ذكر المفسرون فی تفسیر قوله تعالی: (واتل علیهم نبأ الذی أتیناه آیاتنا فانسلخ منها فأتبعه الشیطان فكان من الغاوین) [3] .

قالوا: إنه تقرب إلی الله تعالی بعبادته له إلی أن أعطاه الاسم الأعظم



[ صفحه 92]



وأصبح ببركة اسم الله سبحانه دعاؤه مستجابا، وعلی أثر دعائه تاه موسی وبنی إسرائیل وأمما كثیرة فی الوادی. ولكن علی أثر طلبه للرئاسة والدنیا سقط فی الامتحان، وأتبع الشیطان، وخالف الرحمن وسلك سبیل البغی والطغیان وصار فی المخلدین فی النیران. ومن أحب تفصیل قصته فلیراجع تفسیر الفخر الرازی: 4 / 462 فإنه یروی عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد بالتفصیل. المؤلف: استأذنت بالخروج من الجلسة وما عدت أتحمل الحوار ولا الإصغاء إلی هذا الكلام القاسی بحق تشبیهه الخلفاء وأصحاب رسول الله صلی الله علیه وآله بإبلیس وبرصیصا وبلعم بن باعورا ووقفت ووصلت إلی الباب فركض سماحة السید خلفی وقال ألم أقل لك إصبر إصبر یا أخی فقلت له من فضلك تغیر محور النقاش سماحة السید الجلیل. السید البدری: أنا انتهیت من هذه القصص ألم أقل لك فی بدایة الجلسة علی أن الأمثال تضرب ولا تقاس (ولا مناقشة فی الأمثال) ولكن یا أخی إن الأمثلة تضرب لتقریب موضوع الحوار إلی الأذهان ولیس المقصود من المثل تشابه المتماثلین من جمیع الجهات بل یكفی تشابههما من جهة واحدة وهی التی تركز علیها موضوع الحوار. وإنی أشهد الله یا أخی! بأنی ما قصدت بالأمثال التی ذكرتها إهانة أحد، بل البحث والحوار یقتضی فی بعض المواقع أن أذكر شاهدا لكلامی وأبین المطلب والمراد والمقصود. المؤلف: إذا كنت سماحة السید قد بینت لی فی قوله تعالی (إن الله معنا)



[ صفحه 93]



وشرحت أن المقصود من أن الله سبحانه تعالی مع الكافر والمؤمن والمنافق فأین تذهب بهذا الدلیل القاطع الذی یعد منقبة وفضیلة عظیمة لسیدنا أبی بكر (رض). ألا وهو قوله تعالی (فأنزل الله سكینته علیه) فإن الضمیر فی (علیه) یرجع لأبی بكر الصدیق وهذا شرف من الله ومقام عظیم قد كرمه به فلماذا تحاول طمس هذه الحقیقة؟ السید البدری: الضمیر التی ذكرته فی هذه الكلمة یرجع إلی النبی صلی الله علیه وآله ولیس لأبی بكر بقرینة الجملة التالیة فی الآیة (وأیده بجنود لم تروها). وقد صرح جمیع المفسرین: أن المؤید بجنود الله سبحانه هو النبی صلی الله علیه وآله. المؤلف: ونحن نقول: أن المؤید بالجنود النبی لا شك بذلك ولكن أبا بكر كان مؤیدا مع النبی صلی الله علیه وآله لمصاحبته فی الغار. السید البدری: إذا كان الأمر كما تقول یا أستاذ وقلت لی فی أول الجلسة بأنك تدرس اللغة العربیة، لجاءت الضمائر فی الآیة الكریمة بالتثنیة، بینما الضمائر كلها جاءت مفردة، فحینئذ لا یجوز لأحد أن یقول: إن الألطاف والعنایات الإلهیة كالنصرة والسكینة شملت أبا بكر دون رسول الله صلی الله علیه وآله.. فینحصر القول بأنها شملت رسول الله دون صاحبه!! المؤلف: سماحة السید إن رسول الله صلی الله علیه وآله لیس بحاجة إلی السكینة، لأن السكینة موجودة معه ولا تفارقه، ولكن سیدنا أبی بكر (رض) كان بحاجة ماسة إلی السكینة فأنزلها الله علیه. السید البدری: یا أخی لماذا تضیع الوقت بتكرار الكلام.



[ صفحه 94]



وبأی دلیل تقول إن النبی صلی الله علیه وآله لا یحتاج إلی السكینة الإلهیة؟! بینما الله سبحانه وتعالی یقول: (ثم أنزل الله سكینته علی رسوله وعلی المؤمنین وأنزل جنودا لم تروها) [4] وذلك فی غزوة حنین.

ویقول الله تعالی فی آیة أخری: (فأنزل الله سكینته علی رسوله وعلی المؤمنین وألزمهم كلمة التقوی) [5] .

وذلك فی فتح مكة المكرمة. لاحظ أیها الأستاذ الكریم أن الله تعالی فی الآیتین الكریمتین یذكر النبی صلی الله علیه وآله ویذكر بعده المؤمنین. فلو كان أبو بكر فی آیة الغار من المؤمنین الذین تشملهم السكینة الإلهیة، لكان الله عز وجل قد ذكره بعد ذكر النبی صلی الله علیه وآله أو قال تعالی: (فأنزل الله سكینته علیهما). هذا وقد صرح كثیر من كبار علمائكم: بأن ضمیر (علیه) فی الآیة الكریمة یرجع إلی النبی صلی الله علیه وآله لا إلی أبی بكر، راجع كتاب: (نقض العثمانیة) للعلامة الشیخ أبی جعفر الإسكافی وهو أستاذ ابن أبی الحدید وقد كتب ذلك الكتاب القیم فی رد وجواب أباطیل أبی عثمان الجاحظ. وأزیدك أدلة أخری أیها الأستاذ المحاور. إننا نجد فی الآیة الكریمة جملة تناقض قولك!



[ صفحه 95]



سؤال؟! قال تعالی فی محكم كتابه: (إذ یقول لصاحبه لا تحزن). فالنبی هنا ینهی صاحبه عن الحزن. فالسؤال الذی أوجهه إلیك أیها المحاور: هل أن حزن أبی بكر كان طاعة لله ولرسوله أم معصیة؟! المؤلف: طبعا حزن سیدنا أبی بكر (رض) كان طاعة لله فكیف یكون معصیة معاذ الله؟ السید البدری: ما دام حزن الخلیفة أبی بكر طاعة لله كما ذكرت فلماذا نهاه رسول الله عن هذه الطاعة؟ وقال له لا تحزن، و (لا) هنا للنهی والنهی یأتی عن المعصیة ولیس عن الطاعة فالآیة لم تكن فی فضل أبی بكر ومدحه، بل تكون فی ذمه وقدحه! وصاحب السوء لا تشمله العنایة والسكینة الإلهیة لأنهما تختصان بالنبی صلی الله علیه وآله والمؤمنین، وهم أولیاء الله الذین لا یخشون أحدا إلا الله سبحانه ومن أهم علامات الأولیاء كما فی قوله تعالی: (ألا إن أولیاء الله لا خوف علیهم ولا هم یحزنون). ولما وصلنا إلی هذه النقطة كان الوقت ما یقرب من آذان صلاة المغرب وأجلت الجلسة بسبب تعب الطرفین لأن هناك تكملة لبحوث أخری.



[ صفحه 96]




[1] سورة الحجر الآية 24 و 25.

[2] سورة الحشر الآية 16.

[3] سورة الأعراف الآية 175.

[4] سورة التوبة الآية 26.

[5] سورة الفتح: آية 26.